top of page

اهمية القصيدة

على مر العصور الإسلامية، دأب العلماء على تقنين العلوم وتأسيسها، ومن ثم استخدموا الشعر في حفظها
فهذا الحافظ ابن القيم عليه رحمة الله، حفظ لنا علم العقيدة في نونيته المسماة بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، فكان قوامها ستة آلاف بيت إلا واحداً وخمسين. ولا يزال طلاب العلم ومريديه ينتهلون منها ويستشهدون بها حتى يومنا هذا

وقس على ذلك أيضا نونية القحطاني، ومنظومة سلم الوصول
وفي مجال التجويد، فمن منا لم يتعلم التجويد من خلال تحفة الأطفال للشيخ/ سليمان الجمزوري عليه رحمة الله، حين وضع قوالب محددة لحروف الإدغام والإظهار وغيرها من أحكام النون الساكنة

والتنوين وبقية أبواب التجويد، فعلى سبيل المثال فقد جمع حروف الإظهار في أول حرف من كل كلمة من هذا البيت
 

وقس على ذلك أيضاً السلسبيل الشافي في علم التجويد و منظومة المفيد في علم التجويد
وفي مجال اللغة العربية فلا أشهر من ألفية ابن مالك فهي كنار على علم فوق رأس جبل


وهناك منظومات كثيرة لاحصر لها في الفقه وعلى جميع المذاهب.

من هنا يتبين حرص علماء الإسلام على إيصال العلم بالطريقة التي يسهل حفظها عبر الأجيال، بل ويكون التعليم منطلقاً من خلالها

واستخدم الشعراء العرب مثل هذا في الأخلاق والحكم، فهذه لامية ابن مقري، الذي يبدؤها بقوله
 

وهذا أبو الفتح البستي،  في قصيدة عنوان الحكم والذي أبدع حين قال

وقــد سـمــى الـعــرب الـمـطــولات مـــن القصائد العلمية والدينية بحروف قوافيها، كالنونية واللامية والهمزية وغيرها

وقد سعيت للبحث عن الهمزيات عبر التاريخ الإسلامي فوجدت أشهرها ثلاث، وهي كما يلي
 

. همزية حسان بن ثابت رضي الله عنه التي يقول فيها

. همزية البوصيري في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، واخترت منها هذه الأبيات

. همزية أحمد شوقي في مدح سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، واخترت منها هذه الأبيات

ومن هنا جاءت فكرة الهمزية في وصف الدستور وجميع مواده بالتفصيل، ليُسهِّل حفظ مواد الدستور على طلاب العلم والعامة، وليساعد الطالب في تذكر مواد الدستور، ومعرفة حقوقه وواجباته، ولينشر ثقافة المعرفة بالدستور بين العامة والخاصة

 والحاصل أن ما أريد له أن يُحفظ من علم، جرت عادة العلماء على كتابته شعراً ليسهل به الحفظ وينقل عبر الأجيال

bottom of page